بعد
عودته من انجلترا بعدة سنوات انضم ساحر الكرة حسين حجازي أعظم لاعبي مصر
عبر تاريخها الكروي إلي الأهلي عام 1917 وحقق مع فريقه العديد من البطولات
والانتصارات قبل أن ينضم للزمالك عام 1919 ومع حجازي انتقل عدد من مشجعي
الأهلي لتشجيع الزمالك "المختلط" آنذاك أو بالأدق لتشجيع حجازي في الزمالك
ومن يومها بدأ الصراع التقليدي بين قطبي الكرة المصرية.
نجح حجازي في
قيادة المختلط أيضا للفوز بعدة مباريات وانجازات كان أبرزها الفوز بأول
مسابقة لكأس مصر عام ..1921 لكن حجازي فاسوخة الانتصارات هنا وهناك .. لم
يلبث أن قرر العودة للأهلي عام 1924 واستمر مع فريقه الأهلي أربع سنوات
أخري واصل خلالها الانتصارات ثم عاد للزمالك عام 1928 واستمر معه حتي
الاعتزال.. حجازي ساحر الكرة ظل فاسوخة الكرة المصرية هنا وهناك وهو أول
من وضع أساس هذا الشعار "فاسوخة القمة.. دايما مهمة".
ومن حجازي 1917
حتي أبوتريكة 2009 يحفل تاريخ لقاءات القمة بأسماء مهمة.. كانوا بالفعل
فاسوخة الفوز والانتصارات.. قليل منهم من كان النجم الأول في هذه اللقاءات
وغيرها مثلما هو أبوتريكة وصالح سليم والضظوي وحسام حسن وعلاء الحامولي
وجمال حمزة وعبدالحليم علي.. لكن هناك أسماء رائعة في عالم الكرة لم تكن
في قائمة نجوم لقاءات القمة.. فالخطيب نجم نجوم الأهلي مثلا.. وزميله زيزو
لم يسجل كل منهما سوي هدفين في مرمي الزمالك وفي المقابل حسن شحاتة وفاروق
جعفر وعلي خليل لكل منهم نفس الرصيد برغم نجوميتهم الكبيرة مع الفريق
وبرغم أنهم أبرز نجوم الأهلي والزمالك في وقتهم..!
والتهديف ليس وحده
هو العنصر الحاسم في اللاعب النجم الذي نعتبره فاسوخة الفريق فهناك حراس
مرمي إذا وجدتهم بين "الثلاث خشبات" تطمئن علي فريقك مثل الحضري
وعبدالواحد السيد وآخرون عندما تشاهدهم في الملعب تضع يدك علي قلبك حتي
تنتهي المباراة.. وهناك لاعبون لهم مهام خاصة مثل شطة وشريف عبدالمنعم في
الأهلي والخواجة ومحمود سعد في الزمالك.. ومن هؤلاء الآن محمد بركات
"الفاسوخة الحمراء" وخالد الغندور "الفاسوخة البيضاء".. وكلاهما يكون عنصر
الحسم لفريقه وصمام الأمان والاطمئنان لجماهيره في معظم المباريات.
غياب
بركات اليوم قد لايعوضه إلا تألق أبوتريكة الذي بدأ يفقد تألقه نسبيا
لأسباب عديدة أبرزها اللعب بدون اكتمال للشفاء وتحت ضغوط شديدة لكن يبقي
لأبوتريكة أنه صاحب الرقم القياسي في مباريات القمة وله تسعة أهداف حتي
الآن وهو ما يساوي كل أهداف حسام حسن للأهلي في الزمالك والعكس.. برغم أن
بداية أبوتريكة في مباريات القمة بدأت منتصف مايو 2004 فقط.. وهو ما يعطي
قديس الملاعب المصرية حق السبق والتفرد..!
وإذا كان حجازي وعبدالكريم
صقر قد سجلا اسميهما في سجل الخالدين للكرة المصرية.. فإن أحمد مكاوي هداف
الأهلي سجل نفسه كأول هداف للأهلي في مرمي الزمالك وسجل خمسة أهداف
متساويا مع حسام حسن وفلافيو وطه إسماعيل والفناجيلي لكن صالح سليم
والضظوي وعماد متعب حققوا أهدافا أكثر ولكل منهم ستة أهداف في مرمي
الزمالك وظل ابن طنطا توتو متربعا علي عرش أهداف الأهلي في مرمي الزمالك
لسنوات وبرصيد سبعة أهداف حتي جاء القديس ليحمل الراية ويكون أبوتريكة
صاحب التألق والانجاز برصيد تسعة أهداف وهو رصيد لم يصل إليه أحد حتي الآن
في الفريقين..
الحال في الزمالك مختلف.. فللأهلي 136 هدفا مقابل 92
فقط للزمالك.. ويظل علاء الحامولي في المقدمة ينافسه ويصارعه جمال حمزة
فاسوخة الزمالك والذي حاول أن يكسر الرقم الأبيض لصالحه ليكون في المقدمة
البيضاء بعد أن تساوي مع الحامولي في رصيد أهداف كل منهما في مرمي الأهلي
ولكل سبعة أهداف لكن مشاكله تحرمه اليوم من المشاركة ومحاولة كسر هذا
الرقم القياسي.
وبعد جمال حمزة يأتي حسام حسن "4 أهداف للزمالك"
وعبدالنور وخليل قدري ولكل أربعة أهداف ثم عبدالحليم علي وأيمن يونس وجمال
عبدالحميد ولكل ثلاثة أهداف مع ملاحظة أن لجمال عبدالحميد هدفاً أحمر في
مرمي الزمالك عندما كان يلعب في الأهلي..!
ولغة الأهداف هي لغة الفوز
والانتصار والفرحة لذلك نجد نجوما ارتبط انجازهم بأهداف القمة مثل خالد
بيبو وسجل أربعة أهداف في مرمي الزمالك عاشت في ذاكرة مشجعي الفريقين حتي
الآن.. وكذلك مدحت عبدالهادي ومحمد صبري ولكل منهما هدفان فقط في مرمي
الأهلي لكنهما ظلا علامة في مباريات القمة.
من يكون فاسوخة الانتصار
اليوم؟ سؤال من الصعب الاجابة عنه.. فبرغم أن الجماهير هي اللاعب رقم "1"
إلا أنها أحيانا تكون عنصر ضغط علي الفريق وليس عنصرا إيجابيا.. والجماهير
هي التي تصنع فاسوختها.. وأذكر أن الزمالك عندما كان فريق الأحلام ويقوده
إسماعيل يوسف.. وكان الأقرب للدرع.. ولعب مع الأهلي.. عندما نزل الفريقان
الأهلي والزمالك إلي الملعب.. كان إسماعيل يوسف بجوار محمد رمضان نجم
الأهلي.. ونظر الاثنان إلي الملعب فوجدا مفاجأة وهي أن جماهير الأهلي هي
الأكثر والأعلي صوتا وهديرا في الملعب.. فنظر إسماعيل يوسف إلي رمضان
وسأله: متي ستحضر جماهير الزمالك؟.. إذا لم تحضراليوم ونحن الأفضل
والمتصدرون؟ وبالفعل حدث مالم يكن متوقعا.. وفاز الأهلي..!! ولكن جماهير
الأهلي اليوم هي التي تبحث عن الفوز.. وليس لدي جماهير الزمالك شئ تخسره!!