من بين العديد من حراس مرمي الولايات المتحدة عبر تاريخها بداية من الحارس
جيمس دوجلاس الذي دافع عن مرمي منتخب بلاد العم سام في النسخة الأولي لكأس
العالم في أورجواي عام 1930 حتى الحارس كايسي كيلر الذي تولي نفس المهمة
في المونديال الألماني 2006 يعقد أنصار منتخب القطب الأوحد عالمياً – ليس
في كرة القدم بالطبع – أمال عريضة علي الحارس الحالي لفريق ايفرتون
الإنجليزي تيم هاوارد من أجل تحقيق نتائج كبيرة والذهاب بعيداَ في النسخة
الأفريقية لكأس العالم والتي تشهدها جنوب أفريقيا صيف العام المقبل وذلك
عندما يشارك زملاء القائد دونوفان لاندون في النهائيات للمرة التاسعة في
تاريخهم.
ولد تيموثي ماثيو هاوارد - الذي قاد منتخب بلاده لأفضل
إنجاز طوال تاريخه عندما بلغ نهائي النسخة الأخيرة لكأس العالم للقارات
التي استضافتها "أرض الزعيم مانديلا" وحقق لقب شخصي هو الأول لحارس مرمي
أمريكي عندما أنتزع القفاز الذهبي كأحسن حارس في البطولة علي حساب عمالقة
أمثال الأسباني إيكر كاسياس و الإيطالي جان لوكا بوفون والمصري عصام
الحضري- ولد في السادس من مارس عام 1979 في تشجويل بأرض بلد مهد كرة القدم
قبل أن يعود إليها مجدداَ بعدها بـ24 عاماَ كحارس مرمي لعريقها مانشستر
يونايتد الذي قضي فيه 3 سنوات ثم غادره إلي قطب مدينة ليفربول الأزرق
"ايفرتون" وتألق معه بصورة كبيرة.
هاوارد البالغ من الطول 187 سم
والذي تبدو عليه علامات الصرامة والجدية ولكن علي غير المتوقع أكد المصري
زكي عبدالفتاح مدربه في المنتخب الأمريكي انه شخصية خجولة ولا يتحدث
كثيراَ لوسائل الإعلام.
ولكن Yallakora.com رغب
في ان يكون اول وسيلة إعلامية عربية علي الانترنت تجري حوارا مع الحارس
الأمريكي الاشهر وتوجه اليه بعديد من الأسئلة كشف في إجابتها عن سعادته
بتصدر منتخب بلاده لتصفيات "الكونكاكاف" المؤهلة للمونديال علي حساب غريمه
المنتخب المكسيكي وكشف النقاب عن سر تركه للمان يونايتد وعبر عن ارتياحه
الشديد مع فريقه الحالي (ايفرتون) ولم يخفي سعادته بأداء منتخب بلاده في
كأس العالم للقارات رغم مرارة فقد اللقب أمام البرازيل في الأمتار
القليلة.
كما تطرق هاوارد الي اداء المنتخب المصري في كأس
القارات بالاضافة الي رأيه في مشوار الفراعنة في تصفيات المونديال فضلا عن
تحدثه عن العديد من النجوم المصرية مثل عصام الحضري واحمد حسام "ميدو"
وعمرو زكي.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
تيم، في البداية نشكرك علي منحك إيانا بعض الوقت لعمل هذا الحوار..
وأنا سعيد بالحوار معكم.
في البداية لابد أن نوجه لك التهنئة علي بلوغ نهائيات كأس العالم...
شكرا جزيلا لكم.
ماذا عن لقاءكم الأخير ضد كوستاريكا في الجولة الأخيرة لتصفيات منطقة "الكونكاكاف"؟
كان
لقاء في غاية الصعوبة رغم ضمان تأهلنا إلا أننا كنا نسعى إلي الفوز لتصدر
المجموعة وهذا أمر مهم لنا وله حساباته عند إجراء القرعة. المنتخب
الكوستاريكي هو الأخر كان يحتاج الفوز من أجل ضمان مقعد في النهائيات ( حل
رابعاً وأمامه مواجهتين مع أورجواي في الملحق) وأداءه القوي لم يكن مفاجأة
لنا كان من الجيد خروجنا بنقطة التعادل التي أمنت لنا تصدر المجموعة (
تأخر المنتخب الأمريكي بهدفين في الشوط الأول قبل أن يٌدرك التعادل في أخر
18 دقيقة).
شاهدت اللقاء تلفزيونياً وكنت أشاهد الكابتن
زكي عبدالفتاح يٌشير لكم من وقت لأخر لنتيجة لقاء المكسيك وفهل يمكن أن
تشرح لنا ماذا كان يحدث؟
لكي نتصدر المجموعة كان لابد
أن نفوز بلقاء كوستاريكا أو نخرج بنقطة التعادل وينتهي لقاء ترينداد
وتوباجو مع المكسيك بالتعادل أو خسارة المكسيك. لذلك كان لابد أن نتابع
نتيجة هذا اللقاء ( انتهي بالتعادل 2-2 أيضاً) حتى نتصدر المجموعة علي
حساب منافسنا الدائم منتخب المكسيك.
وهل تتوقع أن يذهب المنتخب الأمريكي بعيدا في نهائيات جنوب أفريقيا؟
من
الصعب توقع أي شيء الآن سواء مني أو من أي شخص أخر. الأمنيات شيء و
التوقعات شيئاً أخر. علينا في البداية العمل بجدية لتجاوز الدور الأول
وبعد ذلك نفكر فيما هو أبعد.
الاستمرار في البطولة يتوقف علي
المنتخب الذي نتقابل معه والكل يعرف مدي قوة وشراسة معظم المنتخبات التي
تتجاوز الدور الأول. تفكيرنا في البداية هو بلوغ ثمن النهائي ثم التفكير
في الأدوار المتقدمة بعد ذلك.
تجربتنا في كوريا واليابان 2002
علمتنا الكثير ( خرج المنتخب الأمريكي من ربع النهائي أمام ألمانيا 0-1).
وأكرر تجاوزنا للدور الأول يعطينا دفعة كبيرة نحو مواصلة مشوارنا في
النهائيات.
كأحد نجوم المنتخب الأمريكي ما هي أهم نقاط
القوة في منتخبكم؟ وما هو الفارق بينكم وبين العديد من المنتخبات الأخرى
في العالم خصوصاً أن الجميع يلاحظ التقدم الملحوظ في مردود المنتخب
الأمريكي عاماً بعد اخر؟
من وجهة نظري أهم ما يميز
منتخبنا هو اللياقة البدنية، فهي أهم العوامل التي تدفعنا إلي الأمام. كرة
القدم لعبة الـ90 دقيقة وعليك أن تبذل الجهد طوال هذا الوقت ولن يتسنى لك
ذلك إلا إذا كنت تملك لياقة ممتازة.
هناك الكثير من المباريات
تٌحسم في الأوقات الحرجة ويكون عامل الحسم راجع لتميز لياقة فريق علي أخر
لذلك نعمل كل جهدنا من أجل تنمية لياقتنا البدنية لمواجهة هذا الظروف.
دعنا
نوجه دفة الحوار لمنعطف أخر وهو كأس القارات التي نظمتها جنوب أفريقيا في
يونيه الماضي وبلغتم فيها المباراة النهائية ضد البرازيل و تقدمتم بهدفي
ديمبسي ودونوفان قبل أن تتلقي شباكك ثلاثة أهداف في الشوط الثاني وتخسروا
بطولة كانت الأقرب لكم .... هل يمكن أن تحدثنا عن انطباعك عن أداء المنتخب
الأمريكي في البطولة بصفة عامة و لقاء النهائي بصفة خاصة؟
بلوغنا
نهائي البطولة كان مفاجأة سارة لنا. كنا علي بعد خطوات من التتويج كما قلت
أنت ولقاء البرازيل كان في منتهي القوة، ورغم سعادتنا بهذا الإنجاز إلا أن
ضياع فوز كان في المتناول يجعلك تشعر بالحزن. الفوز كان سيعطي لنا قيمة
كبيرة و بكل أسف لم يحدث هذا لكننا قدمنا بطولة مميزة وفي كل الأحوال فإن
حزننا علي الخسارة لم يقلل من سعادتنا بهذا الأداء الذي أشاد به الجميع.
في
السياق ذاته ماذا يمثل لك فوزك بالقفاز الذهبي كأفضل حارس في هذه النسخة
في تواجد عمالقة أمثال الأسباني كاسياس والإيطالي بوفون والمصري عصام
الحضري؟
كان شيئاً رائعاً بكل تأكيد. الأسماء التي
ذكرتها في سؤالك كبيرة جداً في مجال حراسة المرمي عالمياً و فوزي بهذا
اللقب في وجودهم أعطاه قيمة كبيرة. حقاَ أنه أمر استثنائي و رائع لي.
هذا التألق كان وراءه مدربك زكي عبدالفتاح .. فماذا يعني لك هذا الرجل؟
هو
مدرب كبير وتعلمت منه الكثير والكثير. هذا الرجل يعرف عمله جيداً ومخلص له
بشكل غير طبيعي ويستطيع أن يخرج منك أفضل ما لديك. هو معروف جداً في
الولايات المتحدة ومن يتعامل معه عن قرب يٌدرك انه شخص رائع. ببساطة هو
شخص مهم جداً في حياة تيم هاوارد.
بدأت تجربتك
الاحترافية عام 2003 مع المان يونايتد ودافعت عن ألونه الحمراء لثلاث
سنوات مع المدرب فيرجسون ثم غادرت إلي ايفرتون ... فما هو سبب رحيلك وهل
لديك تطلعات الآن إلي ما هو أبعد من ايفرتون؟
في
مانشستر يونايتد لم أكن أشارك بصفة أساسية وهذا أمر لا يرضيني لأني أحب
المشاركة في المباريات باستمرار، أما في ايفرتون فأنا سعيد جداً وحقاً
أنها تجربة رائعة لي لأني أشارك بصفة أساسية و هذا يرفع من مستواي. أنا
أحب هذا النادي وجماهيره الرائعة التي تعاملني كأفضل ما يكون و أتمني
الاستمرار مع الفريق وعدم تركه نهائياً.
هل تعلم أنك أول حارس من الولايات المتحدة يلفت أنظار متابعي كرة القدم في مصر و الوطن العربي؟
لا
لم أكن أعرف هذا ولكنه يسعدني جداً بكل تأكيد. عندما أري متابعة وتشجيع من
جماهير كرة القدم في العالم أشعر بالفخر ويزداد حماسي ورغبتي في تقديم
الكثير واسعي بقوة إلي استمرار التميز و تصحيح أي أخطاء.
البعض يتحدث عن ضرورة تواجد تيم هاوارد في نادي عالمي كبير مثل ريال مدريد و برشلونة... فما هو شعورك؟
كما
قلت لك هذا أمر يعطيني ثقة كبيرة و يسعدني حقاً. لا أعرف ماذا ينتظرني في
المستقبل. بطبيعتي لا أعمل من أجل طموحات فردية ولكن إرضاء الناس عندي أمر
هام جداً. بكل تأكيد كلام البعض في هذا الشأن و ثقتهم بي أمران يسعداني
للغاية.
بعد لقاء مصر الأخير في كأس القارات، من من نجوم المنتخب المصري لفت انتباهك وهل كانت لديك معرفة مسبقة بأي من اللاعبين المصريين؟
كنت
أعرف الحضري فهو حارس رائع وعالمي عرفت عنه الكثير وتابعته جيداً وأري أنه
كان سبباً كبيراً في كل نجاحات منتخب مصر في كأس القارات والبطولات الأخرى
السابقة، لم ألعب ضده من قبل ولكني شاهدت له مباريات عديدة. ( جلس هاوارد
بديلاَ في لقاء أمريكا ومصر بعد أن دفع الجهاز الفني بزميله الشاب براد
جوزان).
لديكم لاعبين رائعين في مصر ومنتخبكم من المنتخبات التي
تلعب كرة جماعية جميلة وهو من وجهة نظري من أفضل المنتخبات التي شاركت في
كأس القارات.
أعرف أيضاً ميدو و زكي لأنهما لعبا في إنجلترا.
وميدو بالتحديد حقق نجاحا كبيرا في الدوري الإنجليزي مع أكثر من ناد ولعبت
ضده أكثر من مرة. المؤكد أن ميدو وزكي قدما مستوي جيد في انجلترا و هذا
أمر ليس سهلاً.
هناك لقاء في تصفيات المونديال يشغل بال
الكثيرين في المنطقة العربية بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري سيقام في
القاهرة في الرابع عشر من نوفمبر القادم، هل لديك علم به ومن تتمني من
المنتخبين أن يبلغ النهائيات؟
شخصياً لا أناصر طرف علي
حساب أخر حتى لا يغضب من أحد. لم أشاهد منتخب الجزائر من قبل ولكني شاهدت
منتخب مصر وهو منتخب كبير و ظهر بمستوي رائع أمام منتخبات عالمية كبري.
وبكل تأكيد، الجميع ومنهم أنا يحب مشاهدة المنتخبات الكبرى في هذا المحفل
العالمي.
لو كان الخيار بيدي لاخترت مواجهة مصر في كأس العالم لأن الجميع يتمني مواجهة المنتخبات الكبرى في البطولات الكبرى.
أخيراً، رسالة تيم هاوراد لجماهير الكرة المصرية و العربية؟
كل
الشكر لكم علي تشجيعكم وأتمنى أن يستمر هذا التشجيع في المستقبل وأن أكون
دوماً عند حسن ظنكم. وأأمل أن أستمر في تقديم مستوي يرضيكم لأضمن مساندتكم
الدائمة لي.