كثرت الإعتقادات و كثرت المجادلات و كثرت الأحاديث
عن تلك المادة النفيسة التي لا تقدر بأموال
فالبعض ذكر إنها أداة السحرة الأولى في تسخير الجان
و الآخر ذكر إنها المادة الأولى في صناعة الأسلحة المتطورة
و الأشد فتكاً في صناعة الأسلحة النووية
و أعتقد البعض أن هذه المادة غير موجودة بل هي درب من الخيال
لكن الحقيقة فعلياً غير ذلك فالمادة موجودة بالفعل
و ظهرت أخيراً في أرض الكنانة أرض مصر
أنه نجم نجوم مصر و الفتى الذهبي للكرة المصرية
محمد بركات
البداية بسيطة لهذا النجم الرائع
المولود في عام 1976
ظهر ناشئاً عبقرياً في اشبال نادي السكة الحديد الذي تدرج في صفوفه
حتى وصل إلى مرحلة من النجومية المبكرة للغاية
و التي لم ينالها أحداً من أبناء جيله
فكان محطاً للأنظار من قبل القطبين الكبيرين الأهلي و الزمالك
لكن القدر لم يمهله الكثير
فكانت الأصابة و الصدمة لهذا المعدن النفيس فغاب النجم وغاب معه مستقبل
و أحلام نجم باهر في سماء الكرة المصرية
لكن سحر تلك المستديرة و حب بركات لمعشوقته المجنونة
لم يضعفه و لم يكسره
بل زاده تصميماً على العودة إلى معشوقته
و ظهر الزئبق مرة أخرى
و الذي لا يعلمه الكثيرون
إن عودة النجم الزئبقي شهدت الكثير من الصدمات لهذا النجمفبعد ان كان
الهدف الأول للقطبان الكبيران في وقتاً مضى
لم يصبح الآن سوى لاعب مصاب من الصعب أن يعود إلى سابق عهده
و لإن القدر كان رحيماً بهذا النجم الرائع
وألتقطته العين الخبيرة بقلعة الدراويش الصفراء
و أرتدى النجم الزئبقي الفانلة الصفراء و الحزن يكتسي ملامحه من القطبان الكبيران
و لم يلبث النجم الصاروخي كثيراً من الوقت في القلعة الصفراء
حتى أصبح نجم نجوم القلعة الإسماعيلاوية
و أصبح الفريق الإسمعيلاوي هو فريق الرعب المصري الأول
و لم لا ؟
و المثلث المرعب الرهيب يقطن تلك القلعة الصفراء
بيبو و أوتاكا و بركات
و يبدو أن الإبتسامة سوف تصل إلى وجه النجم الزئبقي
و بالفعل حقق الدراويش أولى بطولاتهم مع هذا المثلث الرهيب
فكانت كأس مصر لموسم 1999 / 2000 هي أول هدايا هذا المثلث
للجمهور الإسماعيلاوي العاشق للكرة
ثم فقد الفريق بريقه برحيل بيبو و أوتاكا و تركهم للعصفور المغرد وحيداً
حاملاً على اعتاقه أحلام جماهير الإسماعيلية العاشقة لكرة القدم
و لم يخيب النجم الكبير ظن جمهوره العظيم
بل أن رحيل نجوم الإسماعيلي الكبار لم يهزه بل زاده أصراراً و ثقه في أمكانياته الرفيعة
و أنتصر و حقق البطولة الأغلى للإسماعيلية
نعم حقق بركات و رفاقه الدوري العام لموسم 2001/2002
ليسطر تاريخاً جديداً لبرازيل الكرة المصرية
و ليثبت أنه نجم من دهب و من طراز رفيع و نفيس
و هنا وجد النجم الزئبقي الوقت المناسب لترك الفريق
و هو في قمة مجده
و بعد ضغوط جماهيرية كبرى من جمهور الإسماعيلية ترك بركات الدراويش
متجهاً إلى المملكة العربية السعودية قاصداً أهلي جدة
و اثبت النجم المصري أنه نجم فوق العادة
فقاد الأهلي السعودي للفوز بالبطولة العربية الموحدة في عام 2003
بالرغم من وجود عمالقة الكرة العربية بالبطولة كالأفريقي التونسي و إتحاد جدة السعودي
و جذب النجم المصري أليه الأنظار في ظل تألقه الملفت مع ناديه السعودي
و الذي لم يستمر معه أكثر من موسم واحد
تاركاً ذكرى طيبة في نفوس الجماهير السعودية الشقيقة
متجهاً إلى الدوري القطري بنجومه الكبار
و تحديداً إلى نادي العربي القطري و الذي كان يضم بصفوفه وقتها
نجم نجوم الأرجنتين و هدافها الأول عبر تاريخها
جابريل عمر باتيستوتا
لكن عصفور مصر المغرد لم يجد ضالته المنشوده في الدوري القطري
و لم يحظى بما حظي به من جمهور غفير و حب جارف من جماهيره المصرية
و حاصرته المشاكل من كل جهة
فقرر العودة
و كان القرار صعباً
و تنازع القطبان مرة أخرى على النجم المصري المكوك
و بعد فترة ليست بالقصيرة أختار النجم محمد بركات
واجهته الجديدة
و كانت
أهلي مصر - أهلي القرن - المارد و التنين الأحمر
ليسطر تاريخه و يضعه في برواز البطولات
و بدأ مشوار النجومية من جديد
فتألق النجم و تعملق
وقاد الفريق في موسمه الأول للفوز بالدوري العام بلا هزيمة و بعدد تاريخي من النقاط
بل أستطاع تكوين مثلث رعب جديد تحاكت به جميع الأندية المصرية و العربية و الأفريقية
( متعب و تريكة و بركات )
و لم يمر الكثير من الوقت حتى استطاع النجم الزئبقي من قيادة المارد الأحمر
للفوز بأغلى البطولات في تاريخ الأندية المصرية
دوري أبطال أفريقيا و المؤهل لبطولة العالم للأندية المقامة في اليابان في ديسمبر 2005
ليتوج تاريخه البسيط بأجمل و أعذب الألحان الكروية
و ليثبت أنه تاريخ عظيم للاعب كرة مصري
كان أعظم مثال للكفاح و الأصرار و التحدي
نجم مكوكي صاروخي زئبقي
نجم نجوم مصر
الزئبق الأحمر النفيس
محمد بركات