أم عبد الوهاب تروي بالدموع ذكريات الفقيد في كل مرة أحدثه عن الزواج يقول لي: أنتأهم عندي من نفسي
سطور
من دموع ترويها الحزينة أم نجم مصر الراحل محمد عبدالوهاب .. ذكريات، كانت
وقتها جميلة لكنها امتلأت بالأحزان والأوجاع بعد رحيله.
# منذ
ولادته وحتي رحيله (٢٣ عاماً) عمري. كلمة خرجت من فم أم عبدالوهاب تبكيها
الجدران قبل أن تهتز مشاعر الحضور، تقول الأم: كل أيامه ذكريات منذ نعومة
أظافره وهو طفل رضيع وهو صبي وشاب لم يختلف حاله كان لا يهتز لموقف، صامد
نابغ في دراسته لكن خطفته الكورة.
# لم يغضبني يوماً وعند عتابي له لاهتمامه بالكورة وتفضيلها علي الدراسة في سنوات تعليمه الأولي كان لا ينام إلا بعد مصالحتي.
#
ذكرياتي معه أحضان في ذهابه وإيابه في كل مرة كان يسافر فيها كنت أحتضنه
أضمه لقلبي كنت لا أشبع لكنه تركني جوعانة وعندما كنت أقبله كان دائماً
يقول كفاية يا نجوي بوستين بس ويداعبني ويغازلني.
# تضيف: عندما كنا نكلمه عن الزواج كان دايماً يقول أنت أهم عندي من نفسي، وفي كل زيارة كان لازم يجمعنا ويصلي بنا جماعة.
#
الأم التي حكم الزمان عليها بارتداء ثوب الحزن للأبد تتحدث بأوجاع ما بعد
جفاف الدموع، محمد كان لي الحنان الذي فقدته الرعاية التي ضاعت مني.
كان أبويا وأخويا وحبيبي وابني كان حنين أوي.
#
طول حياته في كل سفرية كان لابد يقبل ايدي ويحضني، وفي مرة كنت خارج
المنزل واتأخر هو علي ميعاد سفره كان في شهر رمضان وأنا في طريقي للمنزل
قابلت ابن عمه الألفي وسألته عن محمد قال إنه سافر لكنني ذهبت أبحث عنه
فوجدته في الساحة بسنورس بيسلم علي أصدقائه وأول ماشفني جري علي وحضني
وقال لي أنا كنت رايح البيت علشان أودعك.
# وأثناء الحديث مع الأم،
دخل شاب عمره ١٦ عاماً يقدم واجب العزاء للأم قادماً من عين شمس بالقاهرة،
وعندما سألته لماذا قطعت كل تلك المسافة، كان رده: لابد من تقديم الواجب
لأم أحسن ظهير أيسر في مصر.
# أما محمد نصر، مدرب بالنادي الأول
بسنورس، فيقول: اكتشفت محمد عبدالوهاب أثناء لعبه في الشارع، فقمت بضمه
لنادي سنورس، كان يبلغ من العمر وقتها ١٣ سنة، وكانت أول مباراة شارك فيها
في دوري الدرجة الثانية أمام اهناسيا ببني سويف وعمره ١٤ سنة.
وهذه
المباراة تعتبر بداية وضع قدمي ه علي الطريق، حيث كان حكم المباراة
إدارياً بنادي الألمونيوم وأعجب بمهارته، واتصل بعد ذلك بسمسار يبلغه رغبة
النادي في شرائه، وبالفعل انتقل عبد الوهاب للألمونيوم وشارك معه في عدة
مباريات ثم تعاقد مع نادي الظفرة الإماراتي وتمت إعارته لنادي إنبي لمدة
عام ثم إعارته للأهلي لمدة عامين.
# ويذكر نصر موقف أول مباراة لعبد الوهاب خارج الفيوم، والتي كانت مع اهناسيا، وعندما أبلغه موعد السفر لم ينم طوال الليل.
#
أما الحاج عبد الوهاب والده، فقال: ابني محمد كان طيباً كل أيامه كانت
حلوة وكان ملاكاً، لم يزد الرجل علي ذلك، وأخذ يتصفح «المصري اليوم»
ونظراته متعلقة بصور ابنه الذي رحل لعالم آخر.
# أما عبد التواب
خير الله صديقه، والألفي عبد الوهاب ابن عمه، قالا: كل الذكريات معه جميلة
لبساطته في التعامل، فكان دائم الحرص علي زياراتنا في كل مناسبة وفي كل
إجازاته، كان دائم الاتصال بنا، لم يتخل عن صديق أو قريب، كان رمزاً
للعطاء، الله يرحمه.
# عبد الوهاب الإنسان أحس بنهايته قبل رحيله
بأربعة أيام كما يقول محمود الدناوي رفيق عمره: قبل رحيله بأربعة أيام
اشتكي لي من سوء حالته النفسية وطلب مني أن نذهب إلي مكان هادئ بعيداً عن
الناس، فذهبنا إلي بحيرة قارون، فكان يحب المياه وجلسنا طوال ثلاث ساعات،
كان كلامه قليلاً جداً، لم أثقل عليه بالحديث تركته يسرح مع نفسه ولم يحدث
بيننا سوي الصمت الذي كان يخترقه تلاطم الأمواج، وفي نهاية الجلسة قال لي
أحس الموت قريباً.
وفي نهاية اللقاء تتساقط دموع أم عبد الوهاب وبلسان مرتعش تقول: كل ذكراي معه في أحضاني.. الله يرحمك يا محمد.